الأجواء ملبّدة والصراعات على مصراعيها، منها السياسي، الإقتصادي والإجتماعي، وكأن العالم في حالة ثوران. لا شيء يوحي بأن الأمور ذاهبة الى حلول. لا الكورونا وجدوا لها لقاحاً او دواء، انما هي وُجدت لتسرّع عملية المواجهة بين الجبّارين اميركا والصين. كانت الأولى غارقة في حروبها الإستيطانيّة الإقتصادية في العالم طوال زمن ما بعد الحرب العالمية الثانية، في حين كانت الثانية تبني ترسانتها الإقتصادية والتجارية في العالم مع شعبها الذي ارتضى ان يدفع من رخائه ورفاهية عيشه ثمن هذه الترسانة.
عيون الجميع شاخصة على دواء ينهي هذا الكابوس، وعيون الولايات المتحدة تبحث عن عملية جراحيّة تنهي زعامة دولة لم تكن تعرف مدى قوّتها حتى الأمس القريب. فإلى جانب انفتاح هذا البلد ذو النظام الشيوعي، الذي ينظر اليه العالم على انه شعب شغّيل يعمل طوال النهار لينال لقاءه ما يقيت جسمه بالقليل، استفاقت اميركا وأخواتها من الدول الكبرى على دولة جبّارة تستطيع بعد اليوم ان تصنع المعجزات، من صناعات تغزو بها العالم، وإنترنت خاص بها، وتقنيات جدّ متطورة لم تصل الى الغرب بعد، حتى ان جهاز الـ"سي آي إي" الأميركي اكتشف مصانع صينيّة تصنع ذباباً وعصافير لا يمكن تفريقها عن المخلوقات الطبيعية، وهي محشوّة بالسموم القاتلة، وجاهزة للتوجّه الى أيّ مكان في العالم وفي أيّ وقت لتفتك وتقتل تحت ما يسمّى بالحرب البيولوجيّة.
أميركا اتّخذت قرارها. يجب قطع رأس التنّين قبل فوات الأوان. تحت الأضواء تدور مفاوضات سريّة بين الطرفين الأميركي والصيني، لإجبار بكّين على دفع مبلغ 13 تريليون دولار، "كثمن عمّا ارتكبته من خطأ تاريخي بحق الشعوب"، بحسب ما ذكرت مصادر أميركيّة لـ"النشرة".
اوروبا الى جانب اميركا في هذه المعركة. لأنّ حصتها هي 5 تريليون، حتى روسيا تقف الى جانب هذه المفاوضات. وحتى كتابة هذه السطور، ترفض الصين دفع اي دولار. ولكن الأطراف الدوليّة متحالفة في هذا الصدد تؤكد وتصرّ، فإما أن تبقّ الصين الـ13 تريليون دولار، وإما الحرب.
حسب ما أكدت مصادر اميركية لـ"النشرة"، في الحالتين سوف تخسر الصين. في هذا الشأن، مسارح الحرب واسعة الديار، منها حدود الصين مع أفغانستان وكوريا، حتى إيران تبلّغت إفساح أراضيها للإستخدام،والكل هنا يستعد عسكرياً لهذه المعارك. ولكن يتوقّع المراقبون العسكريون حرباً صاروخية انطلاقاً بحر الصين، تُستخدم فيها أحدث الصواريخ لدى الطرفين. الحرب لن تخرج بغالب ومغلوب، لأنها لسيت حرباً على حدود او آبار نفط، انما هدفها جرّ الصين الى طاولة المفاوضات مطأطأة الرأس، وسوف تبقّ الـ13 تريليون. لأن هدف الحرب هو إفلاسها، حسب ما أكدت مصادر أميركية لـ"النشرة".
ويحضر السؤال، الى أيّ مدى اميركا واثقة من قدرتها على قطع رأس التنّين، في معركة يبدو انها حاصلة في الأشهر القليلة المقبلة؟ وهل الولايات المتّحدة الأميركيّة التي لم تخرج منتصرة من حروبها لا في العراق أو أفغانستان أو سوريا، او ليبيا، ستربح حربها مع الصين؟!.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب سوف يكون بطل هذه الحرب، خاسرة كانت ام رابحة. وسيُكون رئيساً للولايات المتحدة لأربع سنوات مقبلة، فلا وقت للحملات الإنتخابية لأنّ العالم يعيش تحدٍّ للوباء والإنهيار الإقتصادي، ولا همّ للشعب الأميركي اليوم الا كيف سيخرج منتصراً حيّاً من حربه على الكورونا.
وفي ظل هذه الظروف، لا يُؤمل من حصول إنتخابات أميركيّة، فالمراقبون يرون صيفاً حاراً لا انتخابات فيه، ومن الممكن ان يُعاد سيناريو عام 1940،في ظل الحرب العالمية الثانية، حيث أُجريت الإنتخابات الأميركية في الكونغرس وأعيد انتخاب الرئيس فرانكلين روزفلت. حدث لا يحصل الا في الحالات الإستثنائية،
ترامب لم يخترع المواجهة مع الصين، انما قدر عهده هو ان يكون في قلب المعركة. ولكن يبقى السؤال:هل يربح المعركة ويجرّ الصين مهزومة الى المفاوضات؟!، وهل يُكمل الغرب دعمه في الأيام المقبلة؟!. الكل يقول انه رابح. فللننتظر.